الثلاثاء، 7 أبريل 2015

"إدمان" الأطفال التكنولوجيا يسبب التوحد والتأخر بالكلام

 
 
 
 
 
 
  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
بعد أن كانت الثلاثينية هناء أحمد تعتقد أن جلوس طفلها على "الآيباد" و"الآيفون" مدة طويلة ينمي عنده نسبة الذكاء، ويجعله أسرع في التعلم والاستيعاب، غدت تشعر بالقلق على طفلها الذي بات لا يترك هذه الجلسات لساعات طويلة جداً.
وتضيف هناء أنه في كل مرة تحاول فيها أخذ الجهاز منه يبدأ في البكاء والصراخ فتعيده إليه، لافتةً إلى أنها تحاول إشغاله بأشياء أخرى لكن دون جدوى، إذ يصر على جهازه المفضل.
تقول "لا أعرف ما إذا كان ذلك بالشيء الصحي، إلا أن ما أعرفه أن ذلك يضر عينيه ودماغه، فهو يجلس أكثر من خمس ساعات يومياً على الجهاز دون توقف، ولا يرضى بأي بديل مهما حاولت معه".
 
- وكذلك هو الحال بالنسبة لحليمة علي، فابنتها تعاني من نفس الإدمان، مبينةً أنها في بداية الأمر كانت تجد أن جلوس ابنتها لفترة طويلة على الآيباد يُريحها من ضجة الأبناء، ويلهيها في شي مفيد، إلا أنه مع الوقت صارت ابنتها لا تستوعب أي شيء آخر، حتى إنها ترفض الخروج من المنزل، أو تناول وجبات الطعام، والسبب أنها تريد البقاء في اللعب على الأيباد.
وتضيف أنه بعد ذلك شعر والدها بخطورة ذلك على ابنته، فبدأ يخبئ الجهاز عنها طوال النهار، علها تعود إلى تناول طعامها، واللعب مع أخوانها، وتعمل كل ما هو مطلوب منها، وحتى تكافأ، إن هي التزمت بذلك، بالجلوس على الآيباد مدة ساعة ونصف، لا أكثر.
وتعتبر حليمة أن هذا الحل أعطى نتيجة مع ابنتها، لكنها تقول إنها ما تزال حتى الآن تعاني مع ابنتها التي لا ترغب في إنهاء اللعب، فإن أخذ منها الجهاز بكت، واستمرت في البكاء نحو ساعة قبل أن تغرق في النوم. 
 
- ويستغرب العشريني أشرف قدرة ابنته ذات الثلاثة أعوام، على التعامل مع "الآيفون"، فيقول "إنها تعرف التعامل مع الهاتف أفضل مني. فأحياناً تأخذه مني للعب ثم تُحضره لي، وتكون قد غيرت الخلفية التي عليه، بحجة أنها أجمل من الخلفية التي وضعتها أنا، أو تحضر الهاتف وتقول لي: "بابا، اجاك واتس أب".
ويضيف أنه يستغرب من هذا الجيل لقدرته على التعامل مع هذه الأجهزة الذكية، والتعلم عليها بسرعة فائقة.
 
- في ذلك يقول الاختصاصي الأسري أحمد عبدالله "إن وسائل التكنولوجيا تسهم في إبراز ذكاء الطفل، وأنها صُنعت من أجل ذلك".
إلا أن توقيت اللعب هو المشكلة، مبيناً أن جلوس الطفل لساعات طويلة فيه خطورة: من ساعة إلى ساعة ونصف الساعة في اليوم يكفي".
إلى جانب أنه لا بد من تجنب لعب الطفل عند ساعات استيقاظه في وقت مبكر وقبل النوم مباشرة، والسبب في ذلك أن دماغ الطفل عند استيقاظه من النوم يكون بحاجة إلى التنشيط، كونه يكون في قمة عطائه، فلا يجب أن يجلس على الأجهزة الالكترونية، وقبل النوم مباشرة كذلك، كونها تتطلب تركيزا، فلا يبقيه مستيقظاً.
 
- ويعتبر عبد الله أن الأهل قد يستخدمونه لإثارة الدافع والحافز عند الطفل، أو كمكافأة له، ولكن لا يجوز استخدامه كوسيلة لإلهائه، أو لأن يبقى عليه ساعات طويلة، لأن ذلك "مدمر" للطفل، ولعملياته الذهنية. وهناك دراسات تشير إلى أن الإسراف في استعمال هذه الأجهزة يزيد من حالات التوحد عند الطفل .
ويعتبر أن الطفل يستسلم بسهولة لحالة الانجذاب التي تحدثها فيه هذه الأجهزة، لكن على الأهل أن يقوموا بشغل الطفل بنشاطات أخرى تجذبه، وبدائل للأجهزة الإلكترونية، مبينا أن الأهل الذين لا يملكون هذه البدائل من الطبيعي أن يلجأ أطفالهم للجلوس ساعات طويلة إلى هذه الأجهزة، فيتعلقون بها أشد التعلق، وهذا لا يعد إدمانا بقدر ما هو سوء تصرف من الأهل أنفسهم.
 
- وتعتبر اختصاصية علم نفس الأطفال، د.حنين جرار، أن تعلق الطفل الشديد بهذه الأجهزة يعد "أمرا خاطئا جداً، لأنه لا بد للطفل من أن يتعلم بطرق أخرى التفاعل الاجتماعي مع الناس".
إلى جانب أن وقت الأم العاملة هو سبب رئيسي في تعلّق الطفل بهذه الأجهزة، مبينة أن الدراسات أشارت إلى أن معدل لعب الأطفال في الخارج نقص بشكل ملحوظ.
 
- وتعتبر جرار أن جلوس الأطفال ساعات طويلة على الأجهزة الذكية "يسبب تأخرا في الكلام، والتوحد، ونقصا في المهارات الاجتماعية لدى الطفل".
وتضيف أن الطريقة الصحيحة هي أن يكون لدى الطفل أكثر من نشاط واحد يقوم به داخل وخارج المنزل. ولا مانع من أن يستخدم مثل هذه الأجهزة قبل النوم بساعة، حتى لا يكون في المقابل ساذجا الكترونياً.
وترى أنه في حال كان الطفل عمرُه عام فجلوسه لمدة ساعات كاملة على الجهاز أمر مضر جداً، وإذا كان طفلا عمره سنتان فقد يعطَى ساعتان، توزعان بين الكمبيوتر والتلفاز، وإذا كان طفلا عمره 4 سنوات فقد يعطَى 3 ساعات تفاعل تكنولوجي، بين التلفاز والأجهزة الأخرى، إلا أنه لا بد من تحديد الوقت، وأن يُترَك قسمٌ كبير من اليوم للتفاعل الاجتماعي.

 

مشاركة الطالبة / روان الشهراني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق